السّیرة الذّاتیّة لرئیس جامعة الشّیخ زاید شیخ الحدیث المولوي محمّد نسیم الحقّاني
في تاریخ الأمّة الإسلامیّة، کان ومازالت تظهر شخصیّات عظیمة، أضاءوا طریق الهدی بنور العلم، وزینة التّقی، وصدق الخدمة لهذا الدّین الحنیف.
ومن بین هؤلاء الأفاضل یأتي سماحة شیخ الحدیث المولوي محمد نسیم حقاني ـ حفظه الله ـ الّذي احتلّ مکانة ممیّزة في سجلّ التّاریخ الإسلاميّ بفضل کفاءته العلمیّة، وعَظمته الرّوحیّة، وخدماته التّدریسیّة الّتي لا نَظیرلها.
فضیلة شیخ المولوي محمّد نسیم حقّاني هو ابن الحاج غلام رسول، وحفید محمّد ملوك، وُلِدَ في خامس عشر من شهر جدي سنة ۱۳۴۷ هــــ ش في قریة «دهزور سفلي» التّابعة لمدریّة موسی کلا من ولایة هلمند، في أسرة متدیّنة ومجاهدة.
فتفتّحت عیناه في هذه الدّنیا الفانیة علی أنوالإیمان التّقی.
بدأ شیخ الحدیث المولوي محمد نسیم حقّاني دراسته الدینیة الأوّلیّة في المدرسة الدینیه الواقعة في قریته، ثم أکمل دراسته المتبقیة في جامعة منهاجج العلوم بناریاب باکستان حیث أتمّ دورة العالیّة بنجاح.
ثم التحق بمدرسة المشهورة دارالعلوم الحقّانیة، فأکمل فیها دروة العالیه سنة ۱۴۲۰ هــ ق بتفوّق.
وقد حصل أیضا علی إجازات في حفظ القرآن الکریم وقراءته، إ لی جانب شهادة الماجستیر في العلوم الإشلامیّة.
في اراتقائه العلمي، کان للعلماء والمشایخ الکرام دور بارز وأثر عظیم، فقد تلقّی الشّیخ محمد نسیم حقّاني العلم علی أیدي نخبة من الأساتذة المشهورین، ومن هم أبرزهم:
فضیلة الشّیخ المولانا محمد اسماعیل، المولوي غلام محی الدین، المولوي نصر الدین، فضیلة الشّیخ الدکتور شیر علي شاه، مولانا سمیع الحق، المولوي مغفور الله، المفتي سیف الله، الشهید مولانا نصیب خان، شیخ الحدیث المفتي محمد زاهد عزیزخیل، مولانا شیر بهادر، مولانا سید قریش، حاجي عنایت الله عبرگی آخند زاده، و مولانا معین الدین.
المولوي محمد نسیم حقّاني نجم ساطع في سماء العلم، فقد قضی أربعة وعشرین عاما في تدریس دورة الحدیث والعلوم الإسلامیّة في مراس أفغانستان وباکستان.
لم نقتصر أثر تدریس علی تزوید طلابه بزینة العلم فحسب، بل أدّی دورا بارزا في نشر العلوم الإسلامیه وحفظها، وکان له إسهام فعّال في خدمة الأمة وتوجیهها نحو معارف الدین وتعالیمه.
یتمتّع الشیخ محمد نسیم حقّاني بمکانة مرموقة في میدان الجهاد کذلك، فقد تولّی قبل الفتح مهامّ مهمّة في ولایة هلمند، حیث عمل مسؤولا عن الکهرباء اشتغل في المجال المالي، بالإضافة إلی قیادة بمهام المفتي والقاضي والکاتب(المحرّر) في قضاء مختلف المدریات التابعة للولایة.
لقد کانت له إسهامات بارزة في تنظیم الشؤون الإداریة والشرعیة، مما یدلّ علی کفائة وتفانیه في خدمة الدین والوطن.
بعد عودة الإمارة الإسلامیة إلی الحکم، تمّ تعیین الشیخ محمد نسیم حقّاني بأمر خاص من سماحة أمیر المؤمنین شیخ الحدیث المولوي هبة الله آحند زاده (حفظه الله) رئیسا لجامعة هلمند.
وبعد إتمامه مهمة ناجحة استمرت ستة أشهر، صدر أمر جدید من سماحة أمیر المؤمینین برقم (۵۷۴) یقضي بتعیینه رئیسا لجامعة الشیخ زاید، حیث لایزال إلی الیوم یتحمّل مسؤولیة قیادة هذا الصرح العلمي الکبیر، ویؤدّي مهمّته بکلّ أمانة وإخلاص.
إن شیخ الحدیث محمد نسیم حقاني لیس مجرّدة عالم من العلماء، بل هو نموذج حيّ للهدایة الروحیة للأمّة الإسلامیة.
فجهوده في التدریس والعلم، وخدماته المخلصة في إصلاح المجتمع وعطاءه البارز في میدان العلوم الإسلامیة، کلها تعدّ مصدر إلهام دائم للعام الإسلامي.
إنّ سیرته العلمیة والعملیة تمثّل صورة ناصعة للعلم، والتقوی، والإخلاص وستبقی بإذن الله نبراسا ومرجعا هادیا للأجیال القادمة، ومصدرا متجدّدا للبرکة والخیر.
رئاسة النشر والعلاقات العامة